
كتب/ محمود السقا:
مع إطلالة كل موسم كروي جديد، تقفز إلى سطح الأحداث أخبار مزعجة تحمل في ثناياها أن فريقاً هنا، وآخر هناك، يعلن اعتزامه الانسحاب من بطولة كأس فلسطين، وهي بطولة رسمية، مثلها مثل بطولة الدوري، حتى وإن كانت تحلّ ثانية من حيث الأهمية.
الفرق التي عقدت العزم على الانسحاب تُسوغ قرارها بظروفها البائسة بسبب غياب الدعم بشقيه.. المادي والمعنوي، بفعل عدم التفاعل مع الأندية، وهذا ما أشار إليه صراحة بيان صادر عن نادي السموع، الذي تقدم بكتاب خطي رسمي لاتحاد الكرة تضمن اعتزامه عدم خوض منافسات الكأس، مع أن شهراً كاملاً يفصلنا عن الانطلاقة، وأن في الوسع الشروع في الإعداد والاستعداد.
ظاهرة الانسحاب ليست جديدة على الأوساط الكروية المحلية فقد سبق لفريق الكرة في نادي شباب الخليل، وهو الفريق الذي ينتمي لنادٍ هو الأقدم، تأسس العام 1943، والأكثر جماهيرية، وإن انسحب في الموسم الآفل تحت نفس الذرائع والمبررات المتمثلة بغياب الدعم الرسمي والمجتمعي.
كنت أحسب أن ظاهرة الانسحاب والاعتذار عن عدم المشاركة محصورة، فقط، في محافظات الوطن الشمالية، حتى وقع بصري على خبر يشير إلى أن نصف الفرق النادوية في قطاع غزة لا ترغب بالمشاركة في نفس البطولة، ما يستدعي من قيادة الحركة الرياضية الرد على هذه الظاهرة المقلقة بوقفة جادة وحاسمة بحيث تحمل في طياتها حلولاً دائمة، وليست مؤقتة، لأن الحلول الجذرية تكفل عدم تكرار الظاهرة وشيوعها، في حين أن الحلول الترقيعية أو المؤقتة، يمكن أن تتجاوز الظاهرة لبرهة من الوقت، لكن لا تقضي عليها بالمطلق.
دور القائمين على مقدرات الحركة الرياضية، عموماً، والكرة على وجه الخصوص البحث عن الحلول الشافية والناجعة منعاً لتكرار الظواهر السلبية، وسعياً لتطوير الواقع الرياضي بوضعه فوق قاعدة صلبة، وصولاً لبناء صرح قادر على الإنجاز، وليس التمثيل المُشرف، وغير ذلك، فان أنديتنا ستبقى في دائرة المعاناة القاتلة.